سينما المرأة المغاربية في أضواء مهرجان بريطاني 2008/03/05
احتفل مهرجان أخير في بريطانيا بسينما المرأة في المنطقة المغاربية والشرق الأوسط. العديد من المخرجين السينمائيين قالوا إن الحدث كان بمثابة فرصة ثمينة للمنطقة للفصل بين ثقافتها وبين الإرهاب.
كتبه هيثم الهادي من الجزائر لمغاربية- 05/03/08
تم تمثيل المنطقة المغاربية بشكل جيد في مهرجان الفليم العربي في بريطانيا حيث عُرضت فيه ثماني عشر فيلما في لندن وكيمبردج خلال الفترة بين 20 فبراير و2 مارس تحت عنوان "سينما المرأة من طنجة إلى طهران". كانت تجربة قالت عنها المخرجات إنها قدمت صورة أوضح للمجتمعات المتغيرة بسرعة في المنطقة.
كان هذا أول مهرجان من نوعه يعرض أفلاما مطولة ووثائقية وأفلام قصيرة منذ 2000 أخرجتها نساء من المنطقة المغاربية والشرق الأوسط. كما ضم المهرجان السينما الكلاسيكية والأفلام التي تركز على قضايا المرأة والأداء الموسيقي والمناقشات مع المخرجات.
المهرجان الذي قدم للمرأة العربية فرصة للحديث عن تجربتها وكشف ثمار إبداعها تم تنظيمه من قبل ميدسكرين بالشراكة مع بارلاكس ميديا والمعهد الثقافي الفرنسي في باريس.
ميدسكرين هو أحد إثني عشر مشروعا يموّله الاتحاد الأوروبي عبر برنامج يوروميد للإعلام السمعي والمرئي. ويهدف إلى النهوض بالسينما في بلدان البحر الأبيض المتوسط العربية الثمانية وتحسين حظوظ السينما للرواج الواسع والتداول التجاري.
بالنسبة للمخرجة الجزائرية هيبة مهلبي قالت إن الأفلام تعرض فرصة لتصحيح التصورات الخاطئة عن العالم العربي. وأوضحت "هذا النوع من الأحداث ينبغي أن يتكرر لأنه يسمح لنا بتقديم صورة مختلفة عن مجتمعاتنا. الثقافات الأخرى تنظر إلينا بشكل سلبي بسبب الإرهاب والأصولية ولذا فهم يحملون تصورات خاطئة عن مجتمعاتنا التي تتسم بالتغيير".
وواصلت مهلبي تقول "الأمر أكثر تعقيدا لما يحاول المرء مناقشة قضايا المرأة. ثمة العديد من الناس لا يعرفون طبيعة مجتمعاتنا الحقيقية ويعتبروننا أشخاص يعانون القمع التام وعديمي القدرة على التعبير". ولكنها تقول "لمّا يشاهدون تلك الأفلام التي أخرجتها نساء مغاربيات عن المرأة فبإمكانهم تغيير نظرتهم والتحقق من أن ما كانوا يحملونه من آراء ما هي سوى أحكام نمطية جاهزة".
وتشاطرها الرأي الممثلة الجزائرية الشابة هنية إذ تقول "في منطقتنا لا يلقى الإخراج السينمائي الدعم الكافي من السلطات العمومية. فحتى يتسنى لك إخراج فيلم ما فأنت غالبا ما تبذل جهدا مُضنيا فعلا لإيجاد التمويل بل العمل أكثر للعثور على فرص الترويج حتى إن ظهرت فرص كهذه فلا تُهدرها. إنه من الأهمية القصوى أن تغير ثقافتنا التصور الذي يحمله الآخر عنا".
المهرجان يشمل عرضا أوليا للفيلم المغربي "سميرة في ضيعة" وهو دراما مطولة كتبها وأخرجها لطيف لحلو. الفيلم الذي لعبت دور البطولة فيه الممثلة المغربية سناء موزيان، حصل أصلا على جائزة مهرجان السينما العالمية في مونتريال بكندا عن أحسن دور ومهرجان فدرالية نقاد السينما الدولي ومهرجان طنجة الوطني للفيلم عن أحسن دور ذكوري.
وشملت قائمة الأفلام المعروضة "كاراميل" عن لبنان و"قطع ولصق" عن مصر من بطولة حنان ترك وفيلم "أنا الذي يأتي بالورود لقبرها" عن سوريا ثم فيلم "دُنيا" من إنتاج مصري فرنسي ولبناني وأفلام أخر كتبها وأخرجها كل من منى حتوم وشيرين نشأة وزينب سيديرا.
كما قام عدد من الموسيقيين بإحياء عروض فنية لمختلف أنواع الغناء المغاربي. وختمت الجزائرية سعاد ماسي المهرجان بأسلوب برّاق في حفل ساهر أمتع الجمهور بأكثر أغنياتها إثارة.