السوبر مستقبلية في مواجهة السوبر ماضوية
حسن عجمي
ترصد المفكرة ربيكا كوستا الأسباب وراء ازدهار الحضارات وانهيارها وتحدّد العوامل الأساسية التي تهدد حضارتنا اليوم في كتابها " صفارة الحارس ". نرتحل في هذه المقالة إلى عالم فلسفتها لنشهد المواجهة الدامية بين السوبر مستقبلية والسوبر ماضوية.
قتل الحضارات و إحياؤها
تؤكد كوستا على أن قدرة الإنسان البيولوجية على التكيف هي العامل الأساس الذي يحدّد نشوء وانهيار الحضارة ونجاحها أو فشلها. هكذا الارتقاء الطبيعي وما يتضمن من انتقاء للصفات البيولوجية الأفضل والأنجح في البقاء هو المفتاح لفهم الحضارات وأسباب ازدهارها وانهيارها. وهذا ما لم ينتبه إليه معظم علماء المجتمع والتاريخ لظنهم الخاطىء بأن العوامل البيولوجية الداروينية سببت ارتقاء الإنسان البدائي ولم تعد فاعلة اليوم في صناعة الحضارة والإنسان. على هذا الأساس , تعتبر كوستا أن الخطوة الأولى والأساسية من أجل دراسة وفهم واقعنا الحضاري وتجنب الكوارث التي تهدد حضارتنا كالارهاب والانهيار الاقتصادي والأمراض المعدية كامنة في إدراك العلاقة بين التغير البيولوجي في الإنسان و الظروف الإنسانية الحالية. وفحوى المعادلة التي تدافع عنها كوستا هي التالية : الارتقاء البيولوجي الطبيعي للإنسان بطيء بينما يتسارع تطور المجتمع وتعقده ما يؤدي إلى توقف التقدم البشري. بكلام آخر , يحتاج الدماغ الإنساني إلى ملايين من السنين ليطور قدرات عقلية جديدة قادرة على التأقلم مع الظروف المستجدة وناجحة في حلّ مشاكلها وتخطي صعابها. لكن الظروف المحيطة بالإنسان تتغير بسرعة هائلة ما يؤدي إلى تأخر العقل وعدم مقدرته على استيعاب ما يحدث من تغيرات من حوله. من هنا , يفشل العقل البشري في حلّ المشاكل المعقدة التي يواجهها ما يدفعه إلى الاعتماد على معتقدات غير مُبرهَن عليها بدلاً من الاعتماد على المعرفة في تعامله مع الظروف المهددة لبقاء حضارته و وجوده. هكذا للإنسان قدرات عقلية محدودة تمنعه من تجاوز المشاكل الاجتماعية والطبيعية المعقدة , ولذا تنهار الحضارة متى كان مواطنيها غير قادرين على تخطي الحاجز الفكري الذي لا يسمح لهم أن يطوروا قدرات عقلية ناجحة في مواجهة الكوارث الطبيعية والاجتماعية التي تهدد استمراريتهم ( Rebecca Costa : The Watchman's Rattle. 2010. Vanguard Press ).
تقول المفكرة كوستا إنه عندما يواجه الإنسان هذا الحاجز الفكري يبدأ باستبدال المعارف المُبرهَن على صدقها وفائدتها بمعتقدات غير مُبرهَن عليها , وبذلك يبدأ الانهيار الحضاري بحيث إذا تعرضت الحضارة إلى حروب أو أمراض متكررة أو نقص في الماء والطعام تنهار الحضارة كلياً وتختفي كما حدث مع حضارة المايا في أمريكا الجنوبية. الحروب والأمراض ونقص الطعام والماء إلخ أسباب عرضية ثانوية تدفع الحضارة إلى موتها النهائي , لكن السبب الجوهري في قتل الحضارات هو الاعتماد على معتقدات كاذبة في محاولة حلّ مشاكلها والتخلي عن المعرفة المنطقية والموضوعية المرتكزة على أدلة علمية و واقعية. فمثلاً , على الأرجح بعد أن واجهت حضارة المايا كوارث طبيعية متمثلة في انتشار الأمراض ونقص الماء والطعام وكوارث اجتماعية متمثلة في زيادة عدد السكان وزيادة تعقيدات العلاقات الاجتماعية والاقتصادية , لجأت هذه الحضارة إلى تقديم الأضاحي البشرية لإرضاء الآلهة من أجل أن تحلّ مشاكل حضارتها بدلاً من أن تلتزم بمعارفها وتطور معارف علمية جديدة لحلّ تلك المشاكل كزيادة بناء القنوات المائية مثلاً. بالنسبة إلى كوستا , الحضارة تتنفس من خلال المعتقدات غير المُبرهَن عليها كالمعتقدات الدينية كما تنبض بفضل المعرفة الموضوعية والعلمية المُبرهَن على صدقها وبها تنشأ وتزدهر. ولذا عندما تزول المعرفة وتُستبدَل بهذه الخرافات أو تلك تنهار الحضارة وتزول. من هنا, تستنتج كوستا أن الطريق الوحيد لإعادة إحياء حضارتنا الحالية وتخطي مشاكلها قائم في صياغة معارف جديدة ناجحة في حلّ تلك المشاكل. وهذا ما تحاول كوستا القيام به ( المرجع السابق ).
توضح كوستا نظرية المفكر ريتشارد دوكنز وتبني على ضوئها نموذجها الفكري الخاص. اخترع دوكنز مصطلح الميم meme ألا وهو أي معتقد أو شعور أو فعل مقبول من قبل الجميع في المجتمع. ويتصرف الميم تماماً كما يتصرف الجين gene الذي نرثه بيولوجياً من أجدادنا. وبذلك بالنسبة إلى دوكنز ينتقل الميم من فرد إلى آخر ومن جيل إلى آخر , والميم الأقوى ينتصر ويبقى بينما الأضعف يزول. من هذا المنطلق , تركّب كوستا مفهوماً جديداً ألا وهو السوبر ميم. تقول كوستا إن السوبر ميم هو أي اعتقاد أو فعل مقبول من قبل الجميع إلى درجة أنه غير قابل للشك والمراجعة والاستبدال بمعتقد أو فعل آخر وبذلك يقمع كل المعتقدات والأفعال الأخرى في المجتمع ويقتلها. من هنا , تستنتج كوستا أن السوبر ميم لا يشكّل معرفة ولا يمثّل العلوم لأنه لا يقبل المراجعة والشك والاختبار , وبذلك هو المسؤول الأساس عن انهيار الحضارات وهو الذي يهدد حضارتنا اليوم لكونه يلغي المعرفة العلمية ويستبدلها بمعتقدات لا أدلة على صدقها أو منفعتها. مثل على السوبر ميم هو الاعتقاد بأن العالم محكوم بعلاقات المعية (ألا وهي حدوث حدث مع حدوث حدث آخر) بدلاً من أن يكون محكوماً بالعلاقات السببية الحقيقية. فاتخذنا علاقة المعية على أنها علاقة سببية ما جعلنا لا عقلانيين فاعتقدنا مثلاً بأن إنتاج الزبدة في بنغلادش مرتبط سببياً بنمو أو تدهور بورصة نيويورك. سوبر ميم آخر يهددنا ألا وهو اعتبار الاقتصاد هو معيار الحكم على المعرفة والعلوم. فمثلاً , الأبحاث العلمية التي لا تؤدي إلى منفعة مادية مباشرة وسريعة لا تتمكن من الحصول على الدعم المادي للاستمرار , وبذلك لم يعد العلم في معظم الجامعات اليوم يُدرَس من أجل العلم بل من أجل المنفعة المادية وعلى أساس طلب السوق التجاري ( المرجع السابق ).
جدل المستقبلية والماضوية
شرحت كوستا الاتجاه الماضوي الذي يعتبر أن الآليات التي كانت تتحكم في الإنسان وحضارته في الماضي لم تعد هي المسؤولة عن تفكير البشر وتصرفاتهم في الحاضر والمستقبل, و ذلك حين أشارت إلى اتفاق معظمنا على أن الانتقاء الطبيعي الدارويني هو مجرد حدث تاريخي من الماضي كان مسؤولاً عن تحديد ميزات الفرد والمجتمع البدائي ولم تعد له اليوم أية فاعلية في صياغة الإنسان وحضارته. بالنسبة إلى كوستا , هذا تفكير خاطىء لأن مبادىء وقوانين الطبيعة والتي من ضمنها الانتقاء الطبيعي لا تتغير أو تزول مع مرور الزمن. فكما أن الانتقاء الطبيعي الدارويني انتقى الصفات البيولوجية الأفضل لبقاء الجنس البشري والأجناس الحية الأخرى ما زال يقوم بالعمل ذاته و إلا لم يحافظ الإنسان و الكائنات الحية الأخرى على الصفات المفيدة في البقاء ولم يتطور الإنسان مثلاً ليكتسب قدرات عقلية جديدة تساهم بقوة في استمرار وجوده كالقدرة على إنتاج نظريات علمية ناجحة في وصف وتفسير العالم ( المرجع السابق ). على هذا الأساس نستطيع أن نستنتج أن الماضوية مذهب فكري يؤكد على أن الحقائق والظواهر والآليات الموجودة في الماضي لا يتكرر وجودها في الحاضر والمستقبل. من هنا, تقول الماضوية إن الحضارة قد نشأت في الماضي مع هذا الدين أو ذاك الفكر ولن تولد من جديد بنقائها الأصلي. هكذا أيضاً الأسباب التي أدت إلى انهيار هذه الحضارات أو تلك في الماضي لم تعد تهدد حضارة اليوم. وجهة النظر هذه غير علمية لأنها تعتبر أن الحقائق والظواهر والآليات الطبيعية تختلف وتتغير بفضل اختلاف وتغير الزمن وبذلك تجعل الزمن مسبباً للأحداث بدلاً من أن يكون قالباً تحدث فيه الأحداث.
لكن السوبر ماضوية لا تقل في لا علميتها عن الماضوية. لا بد من التمييز بين الماضوية والسوبر ماضوية. فبينما الماضوية تصر على أن الماضي قد إكتمل ولن يتجدد مرة أخرى في الحاضر والمستقبل وأن الآليات التي تفسّر أحداث الماضي غير ملائمة لتفسير ما يحدث اليوم أو قد يحدث في المستقبل, تقول السوبر ماضوية إن المستقبل هو مجرد الماضي وإن التاريخ الماضي نفسه سوف يتكرر في المستقبل. هكذا بالنسبة إلى السوبر ماضوية الماضي لم يكتمل بعد بل الماضي يمتد ليبتلع الحاضر والمستقبل ويحوّلهما إلى نسخ مطابقة عنه. بكلام آخر, تعتبر السوبر ماضوية أن الحقائق والظواهر محدّدة في الماضي وبذلك يستحيل أن تتغير في المستقبل ما يحتم انتقال التاريخ من ماضٍ إلى ماضٍ. وجهة نظر السوبر ماضوية غير علمية لأسباب عدة منها أنها تقول إن التاريخ محدّد سلفاً ولذا التاريخ غير معرض وغير قابل للتغيير والتطور ما يتضمن أيضاً القضاء على حرية التصرف الإنساني. وبما أن السوبر ماضوية تقول إن التاريخ محدّد , إذن هي دعوة صريحة إلى الخنوع الفكري وعدم السعي إلى إنتاج الجديد في الفكر والتصرف الإنساني . وبما أنها تعتبر أن الماضي هو العصر الذهبي الذي يهدف التاريخ إلى تحقيقه باستمرار, إذن تدفعنا السوبر ماضوية إلى التعصب لمعتقدات الماضي ورفض كل ما يخالف تلك المعتقدات. هكذا السوبر ماضوية غير علمية لأنها تسجننا في قوالب الماضي المحدّدة سلفاً بينما العلم عملية تصحيح مستمرة لما نعتقد وميزته الأساسية كامنة في أنه عرضة للتغير والتطور بشكل دائم. على ضوء هذه الاعتبارات , لا مفر من المواجهة بين السوبر ماضوية والسوبر مستقبلية. فبينما السوبر ماضوية ترى أن التاريخ يبدأ من الماضي وينتهي في الماضي لأنه سعي مستمر نحو تحقيق ماضيه , تؤكد السوبر مستقبلية على أن التاريخ يبدأ من المستقبل بدلاً من الماضي و أن المستقبل منفتح على تواريخ مستقبلية عديدة ومختلفة تعتمد في تحققها على إرادة واختيار الإنسان. من هنا , تضمن السوبر مستقبلية حرية الإنسان بوصفه خالقاً للمستقبل الذي يريده بينما تقضي السوبر ماضوية على أية حرية أو إرادة إنسانية.
من الضروري التمييز بين المستقبلية والسوبر مستقبلية. بينما المستقبلية تدرس المستقبل على ضوء الحاضر والماضي , تقلب السوبر مستقبلية هذه المعادلة فتدرس الحاضر والماضي على ضوء المستقبل. تحاول المستقبلية أن تتنبأ بما سيحدث من تطور أو تخلف في المستقبل على أساس ما يحدث اليوم وما حدث في الماضي. لكن السوبر مستقبلية تعتمد على المستقبل من أجل دراسة وفهم ما يوجد في الحاضر والماضي, و ذلك من خلال تحليل المفاهيم والظواهر المختلفة في حاضرنا وماضينا من خلال مفهوم المستقبل. وبذلك, بالنسبة إلى السوبر مستقبلية , تغدو الظواهر والحقائق كافة محدّدة في المستقبل فقط لكونها معرّفة من خلال المستقبل ما يتضمن لا محدديتها في الحاضر والماضي. فمثلاً, تعتبر السوبر مستقبلية أن الحقيقة قرار علمي في المستقبل. هنا حللت السوبر مستقبلية الحقيقة من خلال المستقبل وبذلك قدّمت تحليلاً سوبر مستقبلياً لمفهوم الحقيقة. هكذا تصبح الحقيقة محدّدة فقط في المستقبل لأنها محللة على أنها قرار علمي في المستقبل. لهذا التحليل السوبر مستقبلي فوائد معرفية واجتماعية عدة تدعم مقبوليته منها : أولاً, بما أن الحقيقة قرار علمي في المستقبل, والقرار العلمي يتخذه العلماء , إذن من الممكن الوصول إلى معرفة الحقيقة. هكذا يضمن هذا التحليل إمكانية المعرفة ما يجعله يكتسب هذه الفضيلة. ثانياً , بما أن الحقيقة قرار علمي في المستقبل, والمستقبل لم يتحقق كلياً في الحاضر والماضي , إذن لا بد من البحث المستمر عن الحقيقة. من هنا, تضمن السوبر مستقبلية استمرارية البحث المعرفي والعلمي بدلاً من أن توقفه. وبذلك تكتسب فضيلة أخرى. ثالثاً, بما أن الحقيقة قرار علمي في المستقبل, والمستقبل لم يتحقق بعد, إذن الحقيقة غير محدّدة في الحاضر والماضي وبذلك من غير الممكن أن يدعي أحد أنه يملك الحقيقة دون سواه ما يضمن استحالة التعصب لمعتقدات معينة ورفض الآخر على أساس اختلاف معتقداته عنا. هكذا تجنبنا السوبر مستقبلية الوقوع في التعصب الفكري والعداوة العقائدية, وهذه فضيلتها الاجتماعية.
جدل الحضارة والإنسان
تقول السوبر مستقبلية إن الحضارة بحث دائم عن الحقائق لأنها بحث عن المعرفة. والحضارة بحث مستمر عن المعرفة لأن فقط من خلال البحث الدائم عن المعرفة والحقيقة نتمكن من اكتشاف مثلاً أن الإنسان يملك هذه الحقوق الإضافية التي لم نكن نعلم عنها شيئاً في الماضي. وبفضل احترام مزيد من الحقوق الإنسانية تتحقق الحضارة. من هنا , الحضارة بحث مستمر عن الحقائق والمعارف وإلا لكانت الحضارة مجرد مثلاً ما تمكن الإغريق زمن سقراط من تحقيقه اجتماعياً حيث الحرية لبعض الناس والعبودية للآخرين. الآن , بما أن الحضارة بحث دائم عن الحقائق , والحقيقة قرار علمي في المستقبل, إذن بالنسبة إلى السوبر مستقبلية الحضارة بحث دائم عن القرارات العلمية في المستقبل. هكذا تتكوّن الحضارة وتتحدّد صفاتها في المستقبل فقط . من هنا , الحضارة غير محدّدة في الحاضر والماضي, بل ما يدعى بحضارة الحاضر والماضي مجرد تمهيد للوصول إلى الحضارة. على هذا الأساس, يستحيل أن يدعي شخص أنه متحضر دون سواه لأن الحضارة غير محدّدة أصلاً في حاضرنا وماضينا. وبذلك تضمن السوبر مستقبلية عدم التمييز بين البشر على ضوء ادعاء أن هؤلاء متحضرون بينما أولئك غير متحضرين , وفي هذا فضيلة معرفية واجتماعية كبرى لاتجاه السوبر مستقبلية. وبما أن الحضارة محدّدة في المستقبل فقط , إذن الحضارة تعتمد في وجودها وتشكلها علينا نحن بالذات وبذلك تحررنا من حضارات الماضي لأنها تجعل الحضارة من صنع قراراتنا وأفعالنا بدلاً من أن نكون من صنعها ؛ فمثلاً بناء الحضارة يعتمد على ما نكتشف من حقوق إنسانية جديدة لم نكن نعلم بها من قبل. من وجهة النظر هذه , الإنسان مشروع لم يتحقق ولم يكتمل بعد. فبما أن الحضارة تتكوّن في المستقبل فقط على ضوء ما نكتشف ونحقق من صفات لها , وبما أنه من المفترض أن الإنسان هو الذي يتصف بصفة الحضاري, إذن بالنسبة إلى السوبر مستقبلية الإنسان يتشكّل في المستقبل فقط معتمداً في وجوده على كيفية بنائنا له. هكذا يتحرر الإنسان من إنسانيته ليحقق إنسانية أكبر.
على أساس هذه الاعتبارات, الصراع بين السوبر مستقبلية والسوبر ماضوية حتمي لا محالة. فبينما السوبر ماضوية تعتبر أن الحضارة والإنسان مكتملان ومحدّدان في الماضي وأن التاريخ يهدف إلى إعادة خلق الماضي في المستقبل, تؤكد السوبر مستقبلية على أن الحضارة والإنسان غير مكتملين وغير محدّدين في الحاضر والماضي بل يصبحان محدّدين ومكتملين في المستقبل فقط على ضوء قراراتنا و أفعالنا. من هنا, لا مجال سوى أن نشهد المواجهة الحاسمة بين السوبر مستقبلية والسوبر ماضوية. بينما تسجننا السوبر ماضوية في حضارة أو حضارات محدّدة وفي إنسان محدّد, تحررنا السوبر مستقبلية من أية حضارة محدّدة أو إنسان محدّد لأنها تصر على أن الحضارة والإنسان محدّدان فقط في المستقبل على ضوء ما نقوم به اليوم. من سينتصر في النهاية؟ هذا يعتمد على قرارك أنت بالذات.