علينا ألا نخشى ارتكاب الأخطاء , فهي الأمر الوحيد الذي نتعلم منه,
النجاح لا يعلمنا الكثير , لاحتمال تدخل الحظ للوصول إليه, والفشل
الحقيقي هو عندما نحاول تقليد النجاحات السابقة , دون أن نخاطر
بارتكاب الأخطاء .
والنجاح الحقيقي هو عندما نصل إليه من خلال أخطائنا السابقة
وتفاديها .
فالخطأ ليس هو الخطأ , بل الخطأ ألا نصل إلى النجاح في نهاية
المطاف .
وليس هذا ما علينا أن نلتزم نحن به فقط , بل لا بد من أن يكون أساسا
ومنهجاً لأبنائنا .بدلا من ترهيبهم عند ارتكاب الخطأ.
ووضع العقاب بعنق مرتكبه , فحينها سوف تكون النتيجة المزيد من
الأخطاء .
والوصول إلى الخطأ الأكبر
كما حدث في هذه القضية لأسرة ...
من أبوين وطفلين عمراهما بين السابعة والتاسعة ,فرب الأسرة رجل
عصامي يتصف بالجد والكفاح , ما يجعله يتعامل مع الأخطاء بصرامة وقوة
وبالعقاب "كي لا يتكرر"
فلم يكسبه ذلك سوى اختفاء ضوء المصارحة بينه وبين ابنيه وزوجته.
واعتبار أن الخطأ غير موجود وإذا وجد فلن يظهر له تفادياً من عقابه.
لذلك أصبح تعامل الوالدين معه بحرص شديد ,والتقرب منه أمرين صعبا
المنال , والهدوء والسكينة يتغلبان على تصرفاتهما عند شعورهما
بوجوده أو لمجرد سماعهما صوت أنفاسه فهو سعيد بذلك.
وهما ينتظران بفارغ الصبر ساعة خروجه من المنزل لفك معتقل أخطائهم
حتى جاء اليوم الذي كان على الأب أن يدفع قيمة سجن الخطأ ,عندما
حاول الابن الأكبر تجربة اشتعال عود الكبريت
في قصاصات الورق ففاجأته بسرعة الاشتعال والتهامها كل ما ينتظر أن
يشتعل ولخوف الطفل من الخطأ لم يستطع أن يخبر والده
بل كان عليه أن يتحمل الموقف بصمت , محاولا ًإطفاء الحريق مهما كلفه
الأمر , ولكنه لم يتمكن فقد كانت أكبر من قدراته ورائحة
الاشتعال أسرع منه لإخبار والديه بما يجري وما إن اقتحم الأب حجرة
الابن , حتى وجد النار قد التهمت الكثير وابنه قد سقط بين الموت من
اختناق اللهيب.
ليعلن الطفل للجميع , بأنه لن يعترف بالخطأ, مهما كلفه الثمن ..
م ن ق و ل