بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أجل التوضيح للجميع عن الاعجاز العلمي في القران ماذا هو...؟
حبيت اطرح هذا الموضوع
اتمنى من الجميع الاستفاده منه
والحلقه هذه كانت مع الدكتور في احدى القنوات الفضائيه
نقلتها لكم راجية المولى ان تحوز على رضاكم...
زغلول النجار مفكر اسلامي وله تاريخه العريق في هذا المجال...
المذيع احمد منصور هو الذي قام بإستضافة الدكتور
ما مفهوم الإعجاز العلمي في القرآن الكريم؟ والفرق بينه وبين التفسير العلميأحمد منصور: أودُّ أن أسألك –في البداية- عن المصطلح العلمي الجديد الذي ظهر خلال السنوات الأخيرة، وهو مصطلح (الإعجاز العلمي في القرآن الكريم)، ما هو مفهوم هذا المصطلح ودلالاته؟
د. زغلول النجار: أحمد الله تعالى، وأصلى وأسلم على خاتم أنبيائه ورسله، وأحييكم، وأحيى المشاهدين الكرام بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، فأودُّ أن أؤكد أن مصطلح الإعجاز العلمي للقرآن الكريم ليس مصطلحاً جديداً، فقد تحدث فيه علماء التفسير منذ القِدَم، ولكن المعرفة بالكون ومكوناته لها طبيعة تراكمية، بمعنى أنه كلما زادتْ ملاحظات الإنسان في الكون، وزادت تجاربه واستنتاجاته، كلما زاد معرفةً بهذا الكون.
وقضية الإعجاز العلمي لم تكن المادة العلمية المتوفرة لعلماء التفسير في القرون الماضية كافية لإعطاء هذا الجانب من جوانب تفسير القرآن الكريم حقه الكافي، ونحن الآن نحيا في عصر العلم، عصرٌ تتضاعف فيه المعرفة العلمية مرة كل 4 إلى 5 سنوات، وتتضاعف تقنياتها مرة كل 3سنوات، وأصبح لدينا -الآن- كماً هائلاً من المعرفة بالكون ومكوناته، يسمح لنا أن نؤدِّي هذه الخدمة لكتاب الله على مستوى لم يتوفَّر لعلماء التفسير من قبل.
ولذلك أقول: أن الإعجاز العلمي للقرآن الكريم ناقشه الأقدمون، ولكن لم يستطيعوا أن يضيفوا إليه إضافات كبيرة، ونحن -الآن- أقدر على ذلك مما قام به علماؤنا السابقون على فضلهم وعلى سبقهم..
أحمد منصور [مقاطعاً]: يعنى، هل ناقشوا الإعجاز أم ناقشوا التفسير؟ يعني ما هو الفرق أيضا بين الإعجاز العلمي، وبين التفسير العلمي؟
د. زغلول النجار: بارك الله فيك، يعني طبعاً –هو في أي حديث عن القرآن الكريم-لابد لنا أن نؤكد ابتداءً على أنه كلام الله، الموحَى به إلى خاتم أنبيائه ورسله، المحفوظ بين دَفَّتَيْ المصحف الشريف، بنفس اللغة التي أُوحِي بها، اللغة العربية، محفوظ بحفظ الله كلمةً كلمة، وحرفاً حرفاً، في وقت تعرضت فيه كل صور الوحي السابقة إما للضياع التام، أو لقدر هائل من التحريف، والتبديل، والتغيير الذي أخرجها عن إطارها الرباني، وجعلها عاجزة عن هداية البشرية.من هنا ظهرتْ قضية الإعجاز في كتاب الله، القرآن مُعْجز لأنه كلام رب العالمين الخالق، مُعْجز في نَظمِه، في بيانه، في محتواه، محتواه العقائدي، قضية العقيدة، العبادة، الأخلاق، المعاملات، قضايا كلها إعجاز، معجز في استعراضه لتاريخ البشرية من لدن أبينا آدم -عليه السلام-إلى بعثة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-معجز في نبوءاته التي تحققت بعد نزوله بسنوات طويلة.
معجز في خطابه للنفس البشرية، وقدرته على تحريك هذه النفس من دواخلها.. من داخلها-كما لا يستطيع شيء آخر أن يحركها، معجز في إشاراته إلى الكون ومكوناته، ولا توجد زاوية من الزوايا ينظر منها إنسان محايد إلى كتاب الله إلا ويرى جانباً من جوانب الإعجاز، بمعنى أنه جانب لا يستطيع الإنسان أنْ يأتي بمثله..
أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني، مفهوم الإعجاز باختصار هو: عجز الإنسان أنْ يأتي بمثل ما جاء به القرآن في أي جانب من هذه الجوانب؟
د. زغلول النجار: في أي جانب.. نعم.. نعم..
أحمد منصور: الفوارق -الآن- الأساسية بين جانب التفسير وبين جانب الإعجاز، أنتم-الآن، كعلماء-تبحثون في جانب الإعجاز، هناك علماء مسلمون كثيرون كتبوا فيما يتعلق بجانب التفسير؟! التفسير العلمي هل يختلف عن الإعجاز العلمي؟
د. زغلول النجار: نعم.. نعم.
أحمد منصور: من أي الزوايا؟
د. زغلول النجار: أقول: يعني هناك فوارق هائلة بين التفسير والإعجاز، خاصةً التفسير العلمي والإعجاز العلمي، لأننا ندرك أن القرآن الكريم في قضايا الدين
-القضايا الأساسية التي جاء بها- قضايا العقيدة، والعبادة، والأخلاق، والمعاملات، وهي صُلْب الدين، وهي القضايا التي لا يستطيع الإنسان أن يضع لنفسه بنفسه فيها ضوابط صحيحة، تأتي إلى الآيات القرآنية واضحةً وضوح تام ، حاسمة قاطعة، وهنا جهد المفسِّرين توظيف اللغة، توظيف أسباب النزول، توظيف المأثور من أحاديث الرسول-صلى الله عليه وسلم-في تفسير.. في تفسير هذه الآيات لشرح هذه القضايا.
أمَّا قضايا العِلْم أو الآيات الكونية في القرآن الكريم، فجاءتْ بصياغة عجيبة، تأتي الآية بألفاظ محدودة يفهم منها أهل كل عصر معنًى معيناً، وتظل هذه المعاني تتَّسع في تكامل لا يعرف التضاد، وهذا من أعجب جوانب الإعجاز في كتاب الله.
أحمد منصور[مقاطعاً]: ألا يمكن أن يحدث بينها شيء من التناقض أو الاختلاف بتغير الزمان والمكان والاكتشاف العلمي وغيره؟
د.زغلول النجار[ مستأنفاً]: أبداً أبداً طبعا إذا حدث هناك شَيءٌ من الخطأ، فهو خطأ المفسِّر، ولكن يصف الرسول-صلى الله عليه وسلم-القرآن الكريم بقوله:"إن هذا القرآن لا تنتهي عجائبه، ولا يَخْلَقُ على كثرة الرَّدِّ"..